عن قسم الفقه الشافعي
تعريف بالتخصص وتاريخه
يُعنى علم الفقه بتبيين الأحكام والمسائل المتعلقة بالفرد (العبادات)، والأسرة، والاقتصاد (المعاملات)، والعقوبات. وبما أن المسائل الفردية أو التعبدية تقع خارج نطاق علم القانون الوضعي، فإن نطاق علم الفقه أوسع من القانون. يمكن اعتبار الفقه تجسيداً عملياً للمبادئ والأسس الإسلامية في بناء المجتمع، حيث يشكّل مع غيره من العلوم كعلم الكلام والأخلاق، الرؤية الكونية الإسلامية. الفقه هو معرفة الأحكام الشرعية العملية المستندة إلى فهم وتفسير القرآن والحديث. ونظراً لتعدد الفهوم والاستنباطات من هذين المصدرين على مر التاريخ، نشأت مذاهب فقهية مختلفة، ويُعد "الفقه الشافعي" أحد هذه المذاهب. يهدف تخصص "الفقه الشافعي والقانون" إلى تحليل أصول الفقه الشافعي وقواعده وفتاواه وتاريخه، ومقارنته بعلم القانون.
يُعد المذهب الفقهي الشافعي من أوائل المذاهب الفقهية التي أسسها الإمام محمد بن إدريس الشافعي (رحمه الله) (المتوفى سنة ٢٠٤ هـ)، وقد انتشر على أيدي تلامذته في العراق ومصر. واليوم، يتبع هذا المذهب الفقهي عدد كبير من المسلمين حول العالم، وله أتباع كثر في إيران. من أبرز سمات مذهب الإمام الشافعي: التسامح، والتيسير، والدعوة إلى التآلف والوحدة، والتأكيد على اجتناب الخلاف، والالتزام بالأسس العلمية، والوسطية في استخدام النقل والعقل. وقد أدت هذه الخصائص إلى نشوء تفاعل علمي وتعايش سلمي بين أتباع هذا المذهب وغيره من المذاهب الإسلامية، وأثمرت في بلاد فارس عن نشأة علماء أفذاذ مثل إمام الحرمين الجويني، وحجة الإسلام أبي حامد الغزالي، والإمام فخر الدين الرازي، وعبد القاهر الجرجاني، وسعدي الشيرازي، وحافظ الشيرازي، وعطار النيسابوري، وعضد الدين الإيجي.
تاريخ تأسيس القسم
وفقاً للمادة الثانية عشرة من دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تنص على الاحترام الكامل للمذاهب الإسلامية (الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنبلية، والزيدية) وحرية أتباعها في ممارسة شعائرهم الدينية وتعاليمهم وأحوالهم الشخصية، وافقت وزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا في عام ١٩٩٠م على تأسيس تخصص الفقه الشافعي في جامعة طهران. هذا التخصص، الذي كان قد أُنشئ سابقاً في عام ١٩٥٠م ككرسي علمي لـ "فقه وأصول المذهب الشافعي"، بدأ في قبول الطلاب كقسم مستقل في كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية عام ١٩٩٠م. وبعد عقد من الزمن، ونظراً للإقبال الكبير والتناسب الثقافي والديني للمنطقة، تم إطلاق برنامج "الفقه الشافعي والقانون" في جامعة كردستان عام ١٩٩٩م لمرحلة البكالوريوس. كما بدأ برنامج الماجستير في عام ٢٠١١م، ومنذ عام ٢٠١٧م، بدأ القسم في قبول الطلاب الدوليين. حالياً، يستقبل القسم الطلاب المحليين والدوليين في مرحلتي البكالوريوس والماجستير.
كلمة رئيس القسم
يقدم الفقه الحلول الشرعية لحياة فردية واجتماعية سليمة ويعالج المشكلات المتعلقة بها. وتتمثل رسالة تخصص "الفقه الشافعي والقانون" في تزويد الطلاب بالمعرفة اللازمة بأسس الفقه وأصوله وقواعده ومسائله القانونية، لتعزيز قدرتهم على تكييف القضايا المستجدة والاحتياجات المعاصرة وفقاً لتعاليم القرآن والحديث. يسعى القسم، من خلال تبني منهج علمي في دراسة المسائل الفقهية، إلى تعزيز روح التقارب والتفاعل الإيجابي، والقيام بمسؤوليته الاجتماعية تجاه المجتمع. لقد سعى قسم الفقه الشافعي في جامعة كردستان دائماً، من خلال تنظيم الدورات والمؤتمرات وتأسيس المجلات العلمية المحكّمة وإجراء البحوث التطبيقية، إلى ترسيخ المنهج العلمي لدى الطلاب وإعداد خريجين متخصصين ومؤهلين لتلبية الاحتياجات القضائية والتعليمية والثقافية للبلاد.
أهداف القسم
-
تعليم وتأهيل خريجين بمنهجية علمية واستدلالية.
-
السعي لغرس روح التقارب وقبول الآخر والنظرة العلمية للاختلافات الفقهية.
-
تمكين الطلاب من تكييف النوازل الفقهية وفقاً للأسس الأصيلة.
-
تحمل المسؤولية الاجتماعية والتأثير الثقافي من خلال إعداد متخصصين ملتزمين.
-
إجراء بحوث نظرية وتطبيقية وتطويرية لمعالجة مشكلات المجتمع.
-
بناء جسور التواصل العلمي مع المراكز المتخصصة الأخرى على الصعيدين المحلي والدولي.
التخصصات الأكاديمية
-
مرحلة البكالوريوس: الفقه الشافعي والقانون
-
مرحلة الماجستير: الفقه الشافعي
مكانة القسم في الكلية
نظراً لطبيعته التأسيسية والعدد الكبير لأتباع المذهب الشافعي في محافظة كردستان، يحظى تخصص الفقه بأهمية خاصة. ويرتبط هذا التخصص في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بمعظم التخصصات الأخرى، لا سيما القانون والاقتصاد والإرشاد. وبفضل قبوله للطلاب المحليين والدوليين في مرحلتين أكاديميتين وأنشطته البحثية الواسعة، يُعد القسم من أكثر الأقسام نشاطاً وتأثيراً في جامعة كردستان